كانت تركض مسرعة نحو رصيف القطار
وكان القطار على وشك المغادرة
قفزت بداخلة بإعجوبة
وهى تلعن كل إشارات المرور التى تسببت فى تعطيلها
لقد كاد أن ينصرف بدونها
وكيف يحدث هذا
وهى فى إنتظار ذلك اليوم من شهور عديدة
دخلت عربة القطار وبحثت عن رقم المقعد الخاص بها
وأرتمت على الكرسى وهى تتنفس الصعداء
وتتذكر الوعد واليوم الموعود
ذلك اليوم الذى إتفقت مع حبيبها أن يتقابلا فية
فى ذلك القطار وهذة العربة
وعلى ذلك المقعد رقم 22
نظرت للمقعد الخالى بجانبها وإبتسمت
فسوف يركب حبيبها من المحطة القادمة
نظرت إلى ساعة يدها فوجدت الثوانى تمر ببطء شديد
يا الله متى تأتى المحطة القادمة
أتشوق لرؤيتة أتلهف لسماع صوتة ولمسة يدية
وها قد أتى موعد اللقاء بعد طول إنتظار
تنظر بلهفة من النافذة تتطلع لرؤيتة
ترى من أين سيأتى من الباب الأمامى أم من الخلفى
طالت لحظات الإنتظار
و .....
و تحرك القطار
لا ... لا ...
لا تتحرك ..
لاتذهب بدون حبيبى
أين أنت يا حبيب قلبى ولماذا لم تأتى !!!
ترى ما الذى منعه من أن يأتى ؟؟
هل نسى موعدنا ؟؟
هل هو مريض مرض شديد؟
أم صادفتة إشارات المرور السخيفة التى كادت أن تحرمنى من رؤياة؟
فلأنتظر للمحطة القادمة لعله يلحق بالقطار
تمر اللحظات كالساعات والدقائق ثقيلة كالأيام ؟
و تمر محطة تلو الأخرى ولا يأتى
تتطلع إلى باب العربة بترقب ولا يطل منها
تمتلىء عيونها بالدموع
يتوقف القطار وقد إنتهت الرحلة
تنهمر دموعها وتغادر القطار فى حزن شديد
تجلس على أول مقعد يقابلها وهى يائسة
تنظر إلى القطار فى ذهول وعيناها يملاءها العتاب والحيرة
وفجأة تراه ينزل من القطار وهو حزين
ومن أين أتى ؟وكيف لم تراه فى القطار ؟
تنادية بلهفة
تتلاقا عيناهما
تتلامس يديهما
تغمر الفرحة قلبهما
تتساءل : أين كنت لقد إنتظرتك طويلا ؟
يتساءل هو : لا بل أنا من إنتظرتك طويلاً
فى المكان المحدد فى المقعد رقم 22
أين كنتِ ؟
تجيب هى : كنت هناك أجلس فى المقعد رقم 22
وأشارت إلى العربة وتفاجئت
لقد كانت تحاول اللحاق بالقطار وركبت مسرعة
فى العربة الخاطئة
وجلست فى المقعد الخاطىء