الجمعة، 2 أبريل 2010

المقعد رقم 22


كانت تركض مسرعة نحو رصيف القطار

وكان القطار على وشك المغادرة

قفزت بداخلة بإعجوبة

وهى تلعن كل إشارات المرور التى تسببت فى تعطيلها

لقد كاد أن ينصرف بدونها

وكيف يحدث هذا

وهى فى إنتظار ذلك اليوم من شهور عديدة

دخلت عربة القطار وبحثت عن رقم المقعد الخاص بها

وأرتمت على الكرسى وهى تتنفس الصعداء

وتتذكر الوعد واليوم الموعود

ذلك اليوم الذى إتفقت مع حبيبها أن يتقابلا فية

فى ذلك القطار وهذة العربة

وعلى ذلك المقعد رقم 22

نظرت للمقعد الخالى بجانبها وإبتسمت

لقد إقتربت لحظة اللقاء

فسوف يركب حبيبها من المحطة القادمة

نظرت إلى ساعة يدها فوجدت الثوانى تمر ببطء شديد

يا الله متى تأتى المحطة القادمة

أتشوق لرؤيتة أتلهف لسماع صوتة ولمسة يدية

وها قد أتى موعد اللقاء بعد طول إنتظار

تنظر بلهفة من النافذة تتطلع لرؤيتة

ترى من أين سيأتى من الباب الأمامى أم من الخلفى

طالت لحظات الإنتظار

و .....

و تحرك القطار

لا ... لا ...

لا تتحرك ..

لاتذهب بدون حبيبى

أين أنت يا حبيب قلبى ولماذا لم تأتى !!!

ترى ما الذى منعه من أن يأتى ؟؟

هل نسى موعدنا ؟؟

هل هو مريض مرض شديد؟

أم صادفتة إشارات المرور السخيفة التى كادت أن تحرمنى من رؤياة؟

فلأنتظر للمحطة القادمة لعله يلحق بالقطار

تمر اللحظات كالساعات والدقائق ثقيلة كالأيام ؟

و تمر محطة تلو الأخرى ولا يأتى

تتطلع إلى باب العربة بترقب ولا يطل منها

تمتلىء عيونها بالدموع

يتوقف القطار وقد إنتهت الرحلة

تنهمر دموعها وتغادر القطار فى حزن شديد

تجلس على أول مقعد يقابلها وهى يائسة

تنظر إلى القطار فى ذهول وعيناها يملاءها العتاب والحيرة

وفجأة تراه ينزل من القطار وهو حزين

يا الله إنه هو كيف حدث هذا

ومن أين أتى ؟وكيف لم تراه فى القطار ؟

تنادية بلهفة

تتلاقا عيناهما

تتلامس يديهما

تغمر الفرحة قلبهما

تتساءل : أين كنت لقد إنتظرتك طويلا ؟

يتساءل هو : لا بل أنا من إنتظرتك طويلاً

فى المكان المحدد فى المقعد رقم 22

أين كنتِ ؟

تجيب هى : كنت هناك أجلس فى المقعد رقم 22

وأشارت إلى العربة وتفاجئت

لقد كانت تحاول اللحاق بالقطار وركبت مسرعة

فى العربة الخاطئة

وجلست فى المقعد الخاطىء .. رقم 22