تداعب عقله كعادتها
وتجذبة كثيراً بنعومتها ورقتها
فينشغل بها كثيراً
يرى صورتها على كل الجدران وتلاحقه روحها فى كل مكان
كلما تناول القهوة يبتسم لأنه يتخيلها أمامه تجاذبه أطراف الحديث
وعندما ينتابه الجوع أيضاً يفكر بها
فلقد إكتشف إنها كانت لا تتركة حتى يشعر بالجوع أو العطش
وكأنها كانت تقرأ أفكاره وتأتى بما يريد من قبل أن ينطق به
كلما هم بالخروج يذكرها
فهى من اعدت له ملابسة كلها قبل أن ترحل
كلما دقت ساعة الحائط يتخلله شعوراً بأنها قد تأتى فى اللحظات القادمة
فالمنزل بدونها أصبح خاوياً كمنزل يسكنة الأشباح
أصبح لايقترب من الفراش إلا إذا كان منهكاً للغاية حتى لا يفكر بها
وإن داعب النوم جفونة لا بد وأن يحلم بها
كلما إستقيظ يجد نفسة مفتقداً لدفء أنفاسها فى الفراش
وكلما رن الهاتف يتلهف للرد لعلها هى من تسأل عنه
متى تأتى
فالحياة بدونها باردة قاسية لاطعم لها ولا رائحة
تعجب عندما شعر بكل ذلك
فلقد كان يراها يومياً
كل صباح وكل مساء
كان يراها عادية لامميزات لها
بل وقد لا يلاحظ وجودها فى بعض الأحيان
وكان يتمنى لو تتركه بمفرده ولو ليوم واحد
لكى يستعيد أوقاته الخاصة الممتعة
ويستعيد لحظات العذوبية الرائعة التى لن تتكرر
وكم كان سعيداً عندما إستأذنته أن تسافر مع والديها
وسافرت زوجتة ... وكانت المفاجأة
لقد إكتشف إنها إحتلت كيانه وتخللت عمره
وشاركته كل أوقاته وأفعاله
وتربعت على عرش قلبه
فأصبح يفتقد كل شىء بغيابها
فمتى تأتى؟